الثلاثاء، 22 يونيو 2010

القرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد - طيب الله ثراه















ستظل الأجيال المتعاقبة تروي موقف المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وأسلوب إدارته لتلك الأزمة المباغتة باعتبار أن هذا الموقف رمز للشجاعة والحنكة والحكمة وبعد النظر. قبل الثاني من أغسطس (آب) 1990 سارع خادم الحرمين الشريفين ومنذ تلويح الحكومة العراقية بالتهديدات والتلميحات ضد دولة الكويت إلى احتواء الموقف وتهدئته على أمل أن تحل القضية بالطرق الودية انسجاما مع ثوابت السياسة السعودية في الحرص على وحدة الصف العربي وتسوية الخلافات بين دوله بالوسائل السلمية.

وقاد خادم الحرمين الشريفين سلسلة من الاتصالات والمشاورات والتحركات الدبلوماسية لتحقيق ذلك الهدف وبالفعل أثمر ذلك عن اجتماع جدة الذي عقد بين طرفي النزاع قبيل الغزو. وبتكليف من خادم الحرمين الشريفين حضر الاجتماع الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.

وانحصر الدور السعودي في اجتماع جدة على تهيئة الأجواء بين الجانبين دون مشاركة في المباحثات التي تمت بينهما خلال الاجتماعات الثنائية المغلقة التي اقتصرت على طرفي النزاع. ولكن قرار الغزو واحتلال القوات العراقية دولة الكويت حسما الأمر عند خادم الحرمين الشريفين حينما أعلن بكل جرأة طلب مساعدة القوات الصديقة والعربية والإسلامية. فلم يجد الملك فهد وقتها سوى اعتماد ميثاق مجلس التعاون الخليجي في مواجهة ابتلاع دولة خليجية شقيقة كما لم يجد بدا من الاعتماد على ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي حتى لا تتكرر كارثة الكويت ولا تباغته المؤامرات. وسانده في ذلك التأييد من قبل الشعب السعودي نفسه.

وتوالت بعد ذلك مشاعر التأييد التام للترتيبات التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين لمجابهة ذلك الموقف العصيب. وتدفق التأييد والتضامن العربي والإسلامي مع الموقف السعودي من جميع أنحاء العالم معلنين تأييدهم التام لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في كل ما اتخذه من إجراءات. كما حظي الموقف السعودي بالتأييد العالمي نتيجة لما قامت وتقوم به قيادة خادم الحرمين الشريفين من جهود خيرة لخدمة السلام العالمي والمجتمع الدولي لما عرف عنها من اتزان في السياسة وحكمة في الممارسة ونبل في المقاصد والأهداف.

وكان طبيعيا أن يتعرض اجتماع جدة للفشل نتيجة إصرار الجانب العراقي على موقفه غير المنطقي هذا علاوة على وجود نوايا الاحتلال. وما إن علم خادم الحرمين الشريفين بفشل الاجتماع حتى سارع بإجراء سلسلة من الاتصالات الواسعة مع مختلف الأطراف العربية والإسلامية أملا في إيجاد حل عربي إسلامي للقضية ينأى بها عن أي تدخل أجنبي ويتيح المجال للتوصل إلى حل ينهي المشكلة والآثار المترتبة عليها. إلا أن الإيقاع السريع للأحداث كشف أن نوايا نظام بغداد تتجاوز دولة الكويت لتهديد السعودية وحرمة أراضيها من خلال حشد الحشود على حدودها.

وفي التاسع من أغسطس 1990 أعلن خادم الحرمين الشريفين في كلمة استعرض خلالها الأحداث المؤسفة قراره التاريخي الحازم والحاسم. بالاستعانة بقوات شقيقة وصديقة لمساندة القوات المسلحة السعودية في أداء واجبها الدفاعي عن الوطن والمواطنين ضد أي اعتداء انطلاقا من حرص السعودية على سلامة أراضيها وحماية مقوماتها الحيوية والاقتصادية ورغبة منها في تعزيز قدراتها الدفاعية وانطلاقا من حرص السعودية على الجنوح إلى السلم وعدم اللجوء إلى القوة في حل الخلافات.

ولم يتزحزح خادم الحرمين الشريفين عن هذا الموقف الراسخ لكنه في نفس الوقت استمر في تقديم فرص السلام لنظام بغداد داعيا إياه إلى تجنب الكارثة التي قد تحيق بشعب العراق جراء تعنت النظام هناك ورفضه الرضوخ الكامل لإرادة الحق والشرعية. وحينما تحررت الكويت. كانت أولى التهاني للملك فهد بن عبد العزيز على حسن قيادته للمعركة.



تغمد الله الفقيد الكبير بواسع رحمته ومغـفرته
و أسكنه فسيح جناته

الأحد، 13 يونيو 2010

نـزار قبـاني يهجو المجرم السفـاح صدام عام 1991

جندي عراقي "متفحم" بدبابته في طريق الموت .. نتيجة طبيعية لرعونة الطاغية صدام !

جنود من قوات التحالف يتفحصون جثة "محترقة" لجندي عراقي

طريق "الموت" في منطقة المطلاع في شمال الكويت .. اسم يرمز إلى الطريق السريع رقم 80 الذي يربط مدينة الكويت بمنفذ العبدلي الحدودي على الحدود الكويتية العراقية.

أطلق عليه هذا الاسم بعد أن دمرت فيه أكثر من 1400 آلية ودبابة تابعة للجيش العراقي كانت في طريقها إلى البصرة منسحبة من الكويت فبدل أن يكون طريقا سريعا إلى البصرة تحول إلى طريق سريع للموت ، إذ قامت قوات التحالف الدولي في ليلة 26 فبراير 1991 بشن هجوم جوي على الدبابات والمدرعات التابعة للقوات العراقية ونتج عن الهجوم أكثر من 60 ألف قتيل من الجيش العراقي بعد أن تخلى الكثير منهم عن مركباتهم ودباباتهم تجنباً لتدميرها أثناء القصف.

دبابة عراقية مدمرة ويبدو خلفها عدد من آبار النفط الكويتية المحترقة ..


عدد من الجنود العراقيين "مستسلمين" لقوات التحالف الدولي نتيجة هزيمتهم في حرب تحرير الكويت ، وعدم مبالاة الطاغية صدام بالخسائر واستمراره بالتبجح بالاكاذيب والمزاعم "السخيفة" .
قـصيـدة
( حـرب الخـليـج )
نـزار قبـاني

مضحكة مبكية معركة الخليج
فلا النصال انكسرت على النصال
ولا الرجال نازلوا الرجال
ولا رأينا مرة آشور بانيبال
فكل ما تبقى لمتحف التاريخ أهرام من النعال !
***
من الذي ينقذنا من حالة الفصام؟
من الذى يقنعنا بأننا لم نهزم؟
ونحن كل ليلة نرى على الشاشات جيشا جائعا وعاريا...
يشحذ من خنادق العداء"ساندويشة"
وينحني .. كي يلثم الأقدام !
***
لا حربنا حرب ولا سلامنا سلام
جميع ما يمر في حياتنا ليس سوى أفلام
زواجنا مرتجل وحبنا مرتجل كما يكون الحب في بداية الأفلام
وموتنا مقرر كما يكون الموت في نهاية الأفلام !
***
لم ننتصر يوما على ذبابة
لكنها تجارة الأوهام فخالد و طارق و حمزة
وعقبة بن نافع والزبير و القعقاع والصمصام
مكدسون كلهم.. في علب الأفلام !

***

هزيمة .. وراءها هزيمة
كيف لنا أن نربح الحرب إذا كان الذين مثلوا صوروا ..
وأخرجوا تعلموا القتال في وزارة الإعلام !

***
في كل عشرين سنة
يأتي إلينا حاكم بأمره
ليحبس السماء في قارورة
ويأخذ الشمس إلى منصة الإعدام !
***
في كل عشرين سنة
يأتي إلينا نرجسي عاشق لذاته
ليدعى بأنه المهدي .. والمنقذ والنقي ..
والتقى.. والقوى والواحد .. والخالد
ليرهن البلاد والعباد والتراث والثروات والأنهار
والأشجار والثمار والذكور والإناث والأمواج والبحرعلى طاولة القمار..
في كل عشرين سنة
يأتي إلينا رجل في جيوبه أصابع الألغام !
***
ليس جديدا خوفنا
فالخوف كان دائما صديقنا
من يوم كنا نطفة في داخل الأرحام !
***

هل النظام في الأساس قاتل؟
أم نحن مسئولون عن صناعة النظام ؟

***
إن رضي الكاتب أن يكون مرة .. دجاجة
تعاشر الديوك أو تبيض أو تنام
فأقرأ على الكتابة السلام !

***
للأدباء عندنا نقابة رسمية تشبه
في شكلها نقابة الأغنام !
***
ثم ملوك أكلوا نساءهم
في سالف الأيام
لكن ما الملوك في بلادنا
تعودوا أن يأكلوا الأقلام !

***

مات ابن خلدون الذى نعرفه
وأصبح التاريخ في أعماقنا
إشارة استفهام !
***

هم يقطعون النخل في بلادنا
ليزرعوا مكانه
للسيد الرئيس غابات من الأصنام !
***
لم يطلب الخالق من عباده
أن ينحتوا لهمليون تمثال من الرخام !
***
تقاطعت في لحمنا خناجر العروبة
واشتبك الإسلام بالإسلام !
***
بعد أسابيع من الإبحار في مراكب الكلام
لم يبق في قاموسنا الحربي إلا الجلد والعظام !

***
طائرة الفانتوم تنقض على رؤوسنا
مقتلنا يكمن في لساننا
فكم دفعنا غاليا ضربة الكلام !
***
قد دخل القائد بعد نصره لغرفة الحمام
ونحن قد دخلنا لملجأ الأيتام !
***

نموت مجانا كما الذباب في أفريقيا
نموت كالذباب ويدخل الموت علينا ضاحكا ويقفل الأبواب
نموت بالجملة في فراشنا ويرفض المسئول عن ثلاجة الموتى بأن يفصل الأسباب
نموت .. في حرب الشائعات وفى حرب الإذاعات وفى حرب التشابيه وفى حرب الكنايات
وفى خديعة السراب نموت.. مقهورين .. منبوذين ملعونين .. منسيين كالكلاب
والقائد السادى في مخبئه يفلسف الخراب !
***
في كل عشرين سنة
يجيئنا مهيار يحمل في يمينه الشمس وفى شماله النهار
ويرسم الجنات في خيالنا وينزل الأمطار
وفجأة.. يحتل جيش الروم كبرياءنا وتسقط الأسوار !
***
في كل عشرين سنة
يأتي امرؤ القيس على حصانه
يبحث عن ملك من الغبار !

***
أصواتنا مكتومة .. شفاهنا مكتومة
شعوبنا ليست سوى أسفار
إن الجنون وحده يصنع في بلاطنا القرار !

***
نكذب في قراءة التاريخ
نكذب في قراءة الأخبار
الهزيمة الكبرى إلى انتصار !

***
يا وطني الغارق في دمائه
يا أيها المطعون في إبائه
مدينة مدينة
نافذة نافذة
غمامة غمامة
حمامة حمامة










الخميس، 10 يونيو 2010