الثلاثاء، 25 مايو 2010

أسـوار الطـين في "عقدة الكويت" وأيديولوجيا الضم




المؤكد ان الكويت لم تكن في يوم من الايام عراقية، ولن تكون ابدا.

مثل هذه الحقيقة الناصعة قالها المفكر و السياسي والكاتب العراقي د. حسن العلوي في كتابه "أسوار الطين" والذي صدر في عام 1995


وكتب العلوي عن فكرة ضم الكويت التي رددها اكثر من رئيس عراقي، مجددا التأكيد على ان الكويت ليست عراقية، وظلت كذلك طوال التاريخ، لان الحدود العراقية تنتهي بعد حدود نهري دجلة والفرات، ولم يكن هناك شط العرب، وكانت الارض تتبع السومريين والبابليين، وبعدها بفترة تشكل شط العرب، ولا علاقة له بالكويت، اما العراق الاسلامي، الذي فتحه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، فكان يسمى بارض السواد، وتنتهي حدود ارض السواد عند منطقة الفاو حاليا، ويسمى ما بعدها بشبه الجزيرة، وبهذا فان الكويت مجددا ليست عراقية.

الكويت سنية

واشار في كتابه الى انه لو كانت الكويت عراقية لاصبحت شيعية، نظرا لتواجد اعداد كبيرة من الشيعة في مدينة البصرة، وهي الاقرب للكويت، وبهذا فانها كانت سوف تسعى الى الانتقال للكويت، الا ان هذا لم يحدث، مما يؤكد ان الكويت ليست عراقية، وان الكويت دولة سنية، كما ان المناخ السائد للسنة هو البر، وهجرة القبائل البدوية لا تمكنها ان تتحول الى المذهب الشيعي، ببساطة لان الشيعة يميلون الى العيش في المناطق الطينية من الارض.واستذكر العلوي فكرة ضم الكويت للعراق التي يتبناها حكام العراق، وقال انه سمع في الراديو اثناء فترة اعتقاله في السجن حديثا خطيرا للرئيس العراقي الاسبق عبد الكريم قاسم يقول فيه ان اعلان الكويت في 19 يونيو استقلالها من طرف واحد خاطئ وغير قانوني وباطل، لان الكويت عراقية وانه قرر تعيين الشيخ عبدالله السالم قائم مقام في الكويت، وعلى الرغم من كاريكاتيرية القرار، فانه لم يعط الحكم لشخص عادي مثل علاء حسين إبان حكم صدام حسين! ومن بعدها توالت الاحداث بشأن فكرة الضم لدى القادة في العراق.وتابع العلوي ان مسؤول السجن طلب منه الرد على اقاويل الرئيس قاسم، وانه في السجن كان يتمتع بحرية كبيرة وان رده كان الكويت ليست عراقية، وان تحجج البعض بفكرة الوحدة العربية، فإن ما فعله عبد الكريم قاسم او صدام حسين هو ضم وليس وحدة وتم ترويج موقفي ودخل في اجندة الحزب البعثي، وكان رئيس الوزراء العراقي اثناء اعتقالنا قد ارسل برسالة اعتراف الى منظمة الامم المتحدة تفيد باستقلالية الكويت، وعلى اثرها حصلت الكويت على عضويتها في المنظمة برقم 111، ونالت على اثرها اعترافا رسمياً باستقلالها، اي ان البعثيين تقدموا بالاعتراف بالكويت واعترافها.
أقاويل خاطئة

ونفى العلوي بشدة الاقاويل التي تقول ان الكويت دفعت مبلغ 30 مليون دولار الى الرئيس العراقي السابق احمد حسن البكر، مؤكدا ان الرئيس البكر لا يمتلك حسابا بنكيا خاصا، وان الرئيسين البكر وقاسم ماتا فقيرين ولم يرثا اموالا طائلة وان الشيء الوحيد الذي ورثاه لاسرهما كان بيوتهما فقط.وقال العلوي انه فكر لمدة طويلة في الخروج من العراق، خاصة بعد ان باح له صدام بفكرة ان الكويت عراقية وانه في احدى زياراته الى الكويت قابل الشيخ سعد العبدالله، وفي اثناء حديثه ابلغه بنية الخروج من العراق، وان الشيخ سعد كان اول من ابلغه بالخروج من العراق.ولفت الى انه ابلغ الكويت بافكار صدام الاخيرة، محذرا ان في حالة عدم توصل الكويت والعراق الى حل مثالي يرضي الطرفين خلال الحرب العراقية ــ الايرانية فإنه سوف يغزو الكويت وهذا ما حدث فعلا.

فكرة الضم

ولفت الى أن فكرة ضم الكويت لم تكن موجودة في عقل الحزب البعثي في الأساس، وكانت المرة الأولى التي صارحني بها صدام حسين كانت في 1976، بعد استلامي ملف الكويت في وزارة الخارجية العراقية بــ6 سنوات، حينها اصطحبني الرئيس صدام الى مقر السفارة الكويتية، وكانت هناك أعداد كبيرة من العراقيين نائمين أمام مقر السفارة، وكانت الكويت ترفض منحهم التأشيرات لدخول أراضيها، وقال لي «هل يرضيك هذا الحال؟»، فأجبته قائلاً «علينا أن نوطد علاقتنا معهم عبر ترسيم الحدود، ونأخذ حصة منهم لاعادة اعمار البصرة، ونوقع اتفاقية، وبهذا فإننا سنمتص البطالة التي نعانيها». لكن رد صدام كان مخيفاً عندما اجابني بقوله «هذا كل طموحك، أن نعمل معهم، هؤلاء ما ينفع نشتغل معهم، الباقين ممكن نتعاون، ولكن الكويت مالتنا».